بقلم
الرجل الشرقي
ساعة بقرب الحبيب
كان يوما ً رائعا
الشمس تغفو في طرف السماء والغيوم تتماوج كفاتنة ترقص مع الريح
الأزهار تتغازل على شاطئ البحر الناعس والنوارس تقيم طقوسها في مساحات المدى
وحبيبتي تسير بجانبي كنخلة عراقية أصيلة
بشعرها الأشقر الفارع وقدها المغزلي الرائع وعينيها الواسعتين كأفق ساعة الأصيل
وكان القرار أن نذهب برحلة بحرية إلى جزيرة صغيرة مجاورة تضجع بعيدا عن الأنظار
استقلينا زورقا ورحلنا مع النسيم نحو تلك الجزيرة
وفور وصولنا حملتها بين يدي كأميرة في يوم زواجها
ونزلت بها الى البر ورحنا نسير بأطراف الجزيرة عاشقين متيمين
فجأة......آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ديااااااااااااااااااااااااااااااب
سقطـَت بحفرة كبيرة وصرخت باسمي لأكون لها المنقذ
وكليث جريح قفزت اليها وأخرجتها واطمأنيت عليها
لكن حذاءها بقي في الحفرة ولم آبه به فتابعنا مسيرنا على الرمال بكل هدوء ورومنسية
وفجأة
تلبدت السماء بغيوم داكنة ونعقت الغربان
وراح نعيب البوم يملأ مسامعي
تيبست الأشجار وماتت الزهور
تحولت الكائنات الحية الى أموات لا تتحرك
ورائحة كريهة تسيطر على المكان
رائحة كرائحة الجثث المتفسخة
ربااااااااااااه ماذا أفعل!!!!!!!!
أمن المعقول أن تكون هذه الجزيرة مرصودة ونكون قد اخترقنا حرمتها.......ربما
سحبتها من يدها وأخذنا نعدوا باتجاه القارب
ويا هول موج البحر كلما اقتربنا كلما ازداد هيجانه
والرائحة تلاحقنا كظلـِّنا
صعدنا الى الزورق وأعلنا الرحيل
لكن لسوء الحظ ولتكتمل اللوحة السوداء ضربتنا موجة كبيرة جعلت القارب يتصدع
وكل همي كيف أنقذ حبيبتي
راح الماء يتسلل الى القارب شيئا فشيئا وحبيبتي تبكي من الخوف وأنا أتفطر عليها
نظرت الى أرض القارب لأرى ما يمكن فعله
وهنا!!!!!
عرفت سبب كل هذه المصائب ومصدر تلك الرائحة الكريهة
كانت هذه الرائحة......
.....من جوارب حبيبتي
فحمدت الله أن القارب قد انكسر
لتتسلل المياه الى قدميها فتقضي على تلك الرائحة
بقلم
الرجل الشرقي
دياب حبيب
[b]