شكرا عهالموضوع الهام جداً حيث يعتبر مرض التوحد من أمراض العصر الحالي التي عجز الطب عن معرفة أسبابه الحقيقية وأود أن أضيف أن الأعراض التي ذكرتيها سابقاً هي الأعراض الوصفية لمرض التوحد التقليدي إذ أن لمرض التوحد أطيافاً كثيرة جداً لذلك يصعب على الأطباء تشخيص هذا المرض بسهولة حيث يعرف التوحد على انه اضطراب متشعب يحدث ضمن نطاق بمعنى أن أعراضه وصفاته تظهر على شكل أنماط كثيرة متداخلة تتفاوت بين الخفيف والحاد, لذلك توجد فروق كبيرة بين الأشخاص المصابين بالتوحد, فقد يظهر بعضهم ممن تكون حالات إصابتهم خفيفة تأخرا بسيطا في نمو اللغة بينما تتأثر بشكل أكبر قدرتهم على التفاعل الاجتماعي.
ومن الهام جداً أن نذكر هنا أن لدى بعضهم مهارات استثنائية في المجالات مثل الموسيقى، والذاكرة الخارقة، والرياضيات والمهارات، والسباحة وغيرها, حيث سجل التاريخ لنا مجموعة من الأمثلة على بعض حالات التوحد التي نبغت في مجال من مجالات الحياة, ومن تلك الأمثلة أسماء بارزة في التاريخ عانوا من اضطرابات طيف التوحد: البرت اينشتاين : يعتبر من أعظم علماء القرن العشرين, منح جائزة نوبل في الفيزياء عام 1921, كان يعتبر بطيء التعلم كثير الحياء، لاحتمال إصابته بخلل وظيفي بالدماغ.
أدولف هتلر : زعيم ألماني خلال الفترة من عام 1933 الى 1945، موهوب بأسلوب خطابة جذاب، ويعتبر من أبرز القادة البارزين في التاريخ العالمي، مسبب الحرب العالمية الأولى والثانية.
توماس جيفيرسون : الزعيم الثالث للولايات المتحدة الأمريكية، رجل سياسي فيلسوف ثائر، مزارع من ذوي الاقطاعات، ومهندس معماري، وكاتب, له العديد من الانجازات خاصة في التراث الأمريكي.
موزارت: أبرز وأشهر ملحن موسيقي كلاسيكي غربي، تأثر به الكثير من الموسيقيين الذين أحبوا أعماله ورددوها
إسحاق نيوتن : عالم فيزياء، ورياضيات، وفلك، وفلسفة، وكيمياء. هو من وضع نظرية الجاذبية الأرضية، وله نظرياته في التفاضل والتكامل والفيزياء.
والكثير الكثير من الشخصيات المخلدة في التاريخ غير من سبق ذكرهم أجمع العلماء على إصابتهم بإحدى أطياف مرض التوحد والتي استطاعت أن تقدم الكثير الكثير لنفسها ولأسرها ولمجتمعاتها بل تعدت ذلك إلى الأمة جمعاء, فعندما توفرت لهم فرص النجاح برزوا كأشخاص فاعلين في مجتمعاتهم, لذا أعتقد أنه من واجبنا كأفراد في هذا المجتمع أن نمد يد العون لهؤلاء الأطفال لنساعدهم على العيش باستقلالية وفاعلية في المجتمع الذي يعيشون فيه, وان نشحذ مواهب البعض منهم ليضافوا على تلك القائمة من العظماء، علماً أن سورية تضم عدداً لا بأس به من مرضى التوحد .