الرسالة التي علقت في جامعة السوربون أشهر وأعرق جامعات العالم والتي أرست قانون المرافعات في فرنسا الدولة الغربية العلمانية هي الرسالة التي وجهها عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى ابي موسى الأشعري عندما ولاه قضاء الكوفة
وهي :
من عبدالله أمير المؤمنين
سلام عليك:
أما بعد ــ فان القضاء فريضة محكمة وسنة متبعة.. فافهم إذا أدلي اليك وانفذ اذا تبين لك فإنه لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له .
آس بين الناس في مجلسك وفي وجهك وقضائك حتى لا يطمع شريف في حيفك ولا ييأس ضعيف من عدلك.
البينة على من ادعى واليمين على من أنكر.
والصلح جائز بين المسلمين إلا صلحا أحل حرام أو حرم حلالاً.
ولا يمنعك قضاء قضية بالأمس فراجعت فيه نفسك وهديت فيه لرشدك أن تراجع فيه الحق، فإن الحق قديم لا يبطله شئ، والرجوع الى الحق خير من التمادي في الباطل.
ومن ادعى حقاً غائباً أو بينة فاضرب له أمراً ينتهى اليه، فإن بينه أعطيته بحقه، وإن أعجزه ذلك استحلك عليه القضية ، فإن ذلك ابلغ للعذر وأجلى للعمى.
الفهم .. الفهم فيما أدلي اليك مما ورد عليك مما ليس في قرآن ولا سنة .. ثم قايس الأمور عندئذ وأعرف الأمثال ثم أعمد فيما ترى الى أقربها الى الله وأشبهها بالحق.
المسلمون عدول بعضهم على بعض، إلا مجبراً عليه شهادة زور ، أو مجلود في حد، أو ظنيناً في ولاء أو قرابة ، فالله تولى من عباده السرائر وستر عليهم الحدود إلا بالبينات والإيمان.
وإياك والغضب والقلق والضجر والتأني بالخصوم والتنكر عند الخصومات .. فإن القضاء في مواطن الحق مما يوجب الله به الأجر ويحسن كفاءة الله ما بينه وبين الناس.
ومن تزين بما ليس في نفسه شانه الله، فإن الله تعالى لايقبل من العباد إلا ما كان خالصاً فما ظنك بثواب عند الله في عاجل رزقه وحزائن رحمته.
والسلام عليك ورحمة الله.
فأين عدالة قضائنا العربي الآن من هذه الوصايا ؟؟؟؟؟؟؟؟